كتاب الليالي البيضاء

الليالي البيضاء

الليالي البيضاء - دوستويفسكي
الليالي البيضاء - دوستويفسكي

العنوان: الليالي البيضاء
الكاتب: دوستويفسكيِ
المترجم: إدريس الملياني
سنة النشر: الطبعة الثانية -2018-
الدار الناشرة: المركز الثقافي العربي
عدد الصفحات: 111 صفحة
التقييم: 8


الكتاب في سطور


الليالي البيضاء رواية عاطفية تحكي عن أربع ليال في مدينة بطرسبورغ، بلياليها القصيرة التي ترمز إلى قصة الحب العابرة التي يرويها لنا دوستويفسكي.
شاب وحيد ورومانسي يلتقي ذات ليلة في أحد شوارع بطرسبورغ المعتمة بفتاة باكية تأمل قدوم حبيبها. تتماهى ناستينكا مع خيال الشاب الذي وقع في حبها منذ اللحظة الأولى، وتواسيه بسراب حب وليد.
تتناول هذه الرواية بصفحات قليلة أشياء كثيرة: هذيان شاب حالم، آمال فتاة مغرمة، قصة لقاء ناجح وحب فاشل، مبررات وأعذار العاشق في لحظة الانتظار الغرامي...وذلك بأسلوب فذ وجميل تميز به دوستويفسكي، هذا الروائي العظيم الذي لم يكف طوال حياته عن الغوص في النفس البشرية، والكشف عن أعماقها ومكنوناتها.

مراجعتي للكتاب

" مقاطع من ذكريات حالم "
أربع ليال، يغلق بها دوستويفسكي قضية عاطفية مكللة بالفشل.
مدة قصيرة...لكنها ليست بقصيرة بالنسبة لعاشق ولهان؛ والأهم أنها ليست قصيرة بالنسبة لراوينا العاشق الحالم.
فدقيقة مع آسرة قلبه...تكفي لإعادة الدم والروح إلى جسد حالم...تكفي لإعادة حالم إلى الحقيقة...تكفي لتكون أروع وأنقى حلم.

مهما قرأت لدوستويفسكي، قصة، رواية؛ مهما كان نوع ما تقرأ له جرائم، تحقيق، خيال علمي، رومنسية، عاطفة...
سيصلك المعنى الحقيقي لها، وستصلك مشاعره. فقدرته العظيمة على وصف النفس البشرية، وتعبيراته، ومعرفته ومقدرته الأدبية؛ يذهلانك، وينقلانك إلى عالم آخر، إلى شعور آخر...لا يمكن وصفه؛ متعة...ذهول...حزن...فرح...غضب
كأنه نهر فياض بالأحاسيس.

الليلة الأولى...
يروي لنا - كعادته دوستويفسكي - الراوي المجهول كم الأحاسيس والمشاعر الفياضة التي يتمتع بها؛ من سماعه لتأوهات البيوت إلى مشاهد العائلات الروسية وهي تزحف مهاجرة كالطيور إلى الريف للإستمتاع، تاركين قصور علاء الدين وجنانهم خاوية إلى بيوت صغيرة ريفية مدرجة مقاساتها تحت مقاسات بيوت الخدم في قصور علاء الدين وجنان عدن الكثيرة.
منتقلاً إلى اللقاء المنتظر بينه وبين آسرة قلبه وأحلامه...بينه وبين من أنقذته من وحدته...بينه وبين من سرقت أولى خفقات قلبه نحو الحبيب...بينه وبين التي أعادت الدم إلى عروقه...
ذلك اللقاء الذي ابتدأ بالدموع وانتهى بالضحك ووعود إلى لقاء في ليلة أخرى...وأن تغلف علاقتهما بالصداقة لا الحب...

الليلة الثانية...
كانت الليلة الثانية، كنهر أغلق عليه غطاء جره، فعند قلبك لصفحاتها، ستسيل الأحاسيس والمشاعر على روحك وعقلك. آسرة أحاسيسك في الإحساس بالحزن والذهول من الكلمات التعارفية التي يلقيانها على بعضهما؛ مذهولاً من القدرة الأدبية التي يتمتع بها دوستويفسكي في إيصال الإحساس الخاص براوينا بلغة دقيقة عميقة، وإحساس المعشوقة بلغة سلسة سهلة.

منهياً هو أحاسيسه وكلماته التعارفية بشكرها على عدم صده، وسماع ما لديه - علانية - أما في سره فقد شكرها على كونها معشوقته السرية - فحتى هي لا تعلم أنها معشوقته السرية - وآسرة روحه وقلبه.

أما هي فقد أنهت كلماتها؛ بصدمة لعاشقها الخفي...بسكين مزقت روحه...بفيض من أحاسيس الحب لعاشق آخر...
باكية على تأخره عن موعدهما الغرامي بعد سنة من الفراق...
يتمالك نفسه...ويقرر مساعدتها - كي لا يخسر صديةً، ومعشوقةً خفية - في الوصول إلى عشيقها الأولي.

الليلة الثالثة...
تسللت مشاعر العاشق إلى قلب معشوقته، لكنها رفضت تلك المشاعر وشددت في تلك الليلة على أن علاقتهما مجرد علاقة صداقة تفيض بمشاعر الحب، لكنها ليست بمشاعر عاشقين - وذلك بالطبع بطريقة غير مباشرة -. ولم تكن تلك هي المشاعر الوحيدة التي ملئت الليلة الثالثة؛ فقد ملئت بمشاعر الحزن والغضب والتخفيف والإعتذار من عدم وجود رد من العاشق الأولي.

اللليلة الرابعة...


" وما الحب إلا للحبيب الأولي "
يأست من الإنتظار...وجفت آخر قطرات حبها له - على حد قولها - وانسابت مشاعر حبه لها إلى قلبها وروحها وجسدها، معلنة أنها لا تستطيع الإغلاق على نفسها في قلب هذا العاشق الحالم.

فيقرران الزواج...بعد اعترافهم بحبهما الأزلي...تعانقه...وتفئ خده بقبلة حارة...ويسيران إلى بداية طريق حياتهما الزوجية - وهو بيتها بالطبع، كي يتعرف على جدتها -.

لكن...رجل يقف...ويمعن النظر في معشوقة راوينا؛ فتعانق الفتاة راوينا...وتقبله قبلة حارةً...وتذهب إلى معشوقها الأزلي والأوحد...مختفية بقبلة عن ناظري العاشق الحالم.

في الصباح...يعود راوينا إلى بيته المليء بالوخم والوسخ وشباك العناكب...يعود إلى وحدته الأزلية مع رسالة اعتذار على عشق مؤقت...وتمديد لعلاقة صداقة...

اقتباس من الكتاب



"كانت نفسي تمتلئ حزننا من ذلك الصباح وكان يخيل الي ان العالم كله يهجرني وان الناس جميعا يهربون مني"
دوستويفسكي

المؤلف في سطور



دوستويفسكي
دوستويفسكي
الإسم الكامل: فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي

المهنة: مترجم، وشاعر، وروائي

الجنسية: الإمبراطورية الروسية

الميلاد: 11 نوفمبر 1821 

الوفاة:  9 فبراير 1881 (59 سنة)

سبب الوفاة: صرع،  ونفاخ رئوي

من مؤلفاته:   1- المساكين 
                  
                  2- الشبيه
                 
                  3- ربة البيت

                  4- نيتوتشكا نزفانوفا

                  5- حلم العم
                   
                  6- السيد بروخارشين
                 
                  7- قصة في تسع رسائل

                  8- زوج غيّور

                  9- زوجة رجل آخر وزوج تحت السرير

لمزيد من المعلومات زر :  

ويكيبيديا

لإقتناء الكتاب زر 

فيسبوك - الحساب الرسمي لدار النشر على الفيس بوك ( المركز الثقافي العربي ) 

المركز االثقافي العربي
والحمد لله.

إرسال تعليق

0 تعليقات